تابعت العديد من ردود الأفعال التي صدرت عن مشجعي الزمالك أو الأهلي، وقد حملت في أغلبها توجهاً أو وجهة نظر مشتركة مفادها أن أحمد حسام "ميدو" وعمرو زكي قد فشلا في رحلتهما الاحترافية وأنهما عادا بخفي حنين لينضما إلى نادي الزمالك.
والحقيقة أنه يوجد في بلادنا أناس لا هم لهم إلا التقليل من أهمية وقيمة الآخرين في جميع المجالات، فعندما كان المدير الفني مانويل جوزيه يحقق البطولة تلو الأخرى للأهلي، وهو خلال ذلك يسقط فجأة او يتعثر في مباراة، نجد العديد من لا يقبلون أي سقطة "يسنون السكاكين" للرجل !
فهل تعني عودة زكي وميدو لحمل راية هجوم الزمالك في الموسم المقبل، هل تعني أن النادي الابيض لم يعد سوى مرتع للاعبين لم يكملا مسيرتهما الاحترافية في أوروبا؟
و هل يعني فشل احتراف حازم إمام - الثعلب الصغير - في أوروبا، إنه لن يفيد الزمالك خلال الفترة التي قضاها فيه بعد العودة من هناك؟ هل ترى ان "العو" كما يحلو لجماهير الزمالك تسميته لم يضف أي شيء للفريق ولم يترك بصمة في تاريخ النادي أو ذهن محبيه؟
هل يعد بقاء محمد أيو تريكة "اللاعب الكنز" في صفوف الأهلي وعدم احترافه خارج مصر – وذلك وفقاً لرغبته – يعد فشلاً ذريعاً للاعب وإنه لن يكون قادراً على الاستمرار في حصد البطولات لناديه أو لمنتخب بلاده؟
لماذا تجري "الأحكام المسبقة" منا محل الدم؟ لقد تحدث الكثير عما سوف يفعله أجوجو من إنجازات في الموسم المنقضي، إلا ان الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، ليس لأن الغاني فقير في الامكانيات أو القدرات كلاعب ولكن لأن المناخ العام لم يسعفه ولم يساعده على التأقلم وتقديم كل ما لديه كما فعل امادو فلافيو في الأهلي.
لماذا ننتظر سقوط المنافس حتى نعيش فترة من "الشماتة" و"الاستهزاء" به وننسى أنه يتوجب علينا استغلال ذلك الوقت في إيجاد حل لأزماتنا ؟
لا أستطيع الحكم على فريق الزمالك لأني لم أشاهده حتى الآن في ثوبه الجديد، والواقع أن الزمالك فريق "بلاي ستيشن" لديه فريقين بالفعل، لا يختلف الأول عن الثاني كثيراً، لاعبون مهرة ذوي إمكانيات فنية عالية ولكن ينقصهم الروح والانسجام وعقل يقودهم بمهارة.
وختاماً، أتمنى ان نتروى في أحكامنا ونحاول استكشاف ما يحيط بالأمر حتى تتكون لدينا وجهة نظر ورؤية واضحة للأمور وبعدها يمكننا إطلاق الحكم والذي سيكون مرتكزاً على حقائق ومعلومات لا على أهواء وأمنيات.